ما حدث في البنوك ومراكز البريد يستوقف النظر ويرجح عامل المؤامرة التي تكلم عنها الوزير الاول، فمن الغريب تسجيل حركة مفرطة لسحب الأموال على المستوى الوطني وفي نفس اللحظة، تلتها عرقلة حركة دخول وخروج الأموال في آلاف المكاتب البريدية تزامنا مع العدد اللافت للعطل المرضية التي أودعها العديد من الموظفين ضمن هذه المراكز بمختلف الولايات في وقت واحد، حيث يمتلك بريد الجزائر اليوم (24417) موظفا، يشكل سعاة البريد جزء مهما ب (3732) ساعي بريد، كما أنه يحوز على شبكة بريدية تنطوي على (3685) مكتب بريد عبر التراب الوطني، إضافة إلى ما تم رصده من استعجال
غلق بعض الفروع البنكية بذريعة تفشي فيروس كورنا، وسحب العديد من الزبائن لأموالهم في فترة متقاربة تدعو إلى الريبة وتدبير الأمر خارج فرضية الصدفة، وتأكيد قرينة الافتعال في أزمة السيولة.
لا ريب في أن هناك من يصر بشكل مستمر على أن يضع الجزائر العميقة في قلب التنور مجددا، فمخطط شل السيولة هو الآخر كان بالتوازي مع حرائق آلاف الهكتارات من الغابات في مختلف ربوع الجمهورية، وعلى الرغم من الاتفاقيات المبرمة بين قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للغابات واستتباع المخالفات الحراجية في الفضاء الغابي، إلا أن البلاد عرفت موجة الحرائق المتسلسلة، وعرفت غابة شارن بمنطقة بيبي بولاية سطيف بخط نار فاق 1.5 كم، و شهدت تيارت خسارة 500 هكتار من الغابات في كل من بلاطو وزغيدة وقرطوفة ، أين تجندت الهيئات مع المواطنين في الحد من السنة اللهب، وسجلت المديرية العامة للغابات أرقاما مرعبة بخصوص 1216 بؤرة حريق أتت على 8778 هكتار بمعدل 20 حريق يومي في الشهرين الأخيرين، مما أهلك مصالح البسطاء والفلاحين المعتاشين من النشاط الغابي.
و من شلل السيولة إلى حرق الغابات تنتصب مكيدة افتعال العطش وحرمان مناطق الظل من المياه، فقد تم تسجيل انقطاع الماء الشروب في مختلف بلديات الوطن مع عيد الأضحى في تزامن يشي بإيعاز محكم ومنظم، وتذرع شركة سيال بإصلاح التسريبات في كل مرة، ووصل الامر بالمواطنين في بلديات العاصمة إلى فقدان الثقة بهده المؤسسة وإيلاف الصهاريج، شأنهم في ذلك شأن ساكنة الولايات الوسطى والجنوبية، إلا أن حدوث الانقطاع الممنهج في ظل فقدان السيولة فاقم من الوضعية النفسية التي بات يرزح تحتها المواطن، وثبوت قرينة العمل الكيدي لإثارة السخط الإجتماعي، حيث تم تسجيل حادثة تخريب محطة تحلية مياه البحر بفوكة ولاية تيبازة، من خلال عطب يفوق 900 ملم بالقناة الرئيسية، تسبب فيه مجهولون، هؤلاء المجهولون المتكاثرون في الماء والنار والأقبية و الإدارات العمومية، لا يمكن أن يعملوا فرادى ، ومن اليقين أن يمتلك المواطن الوعي الشديد بهذه الاخطار التي تحوم كالأشباح من حوله، والأكيد بأن سكان الظل سيعملون على محاصرة هذا الفساد المحلي بمختلف فعاليات المجتمع والرفع من مستوى اليقظة الاجتماعية في نواة المدن، من خلية الحي إلى المجلس الشعبي المنتخب على مستوى البلديات، لقطع الرابط الخفي وتعطيل الطاقة عن خيوط الشبكات المبنية في كل الأركان، و إطفاء نار الفتنة حيثما وجدت، حتى ولو أدخل هؤلاء المجهولون البلاد باطن الجحيم، سيدخل البسطاء الجحيم ويطفؤون اللهب هناك.
مروان الطيب بشيري