أثارت وضعية السور المتهالك لمقر زمالة الأمير عبد القادر غضب مواطني ومثقفي بلدية سيدي قادة، الذي عرف تخريبا من طرف مجهولين عمدوا إلى حرق الحديقة المحيطة به في تجني صارخ على ذاكرة زمالة الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ووصلت يد الجاني إلى حمام الأمير و تفاوتت الأضرار بين مختلف بقايا الزمالة بين الحرق والتهديم والتحطيم، مما يعكس الطمس الممنهج للمعالم الأثرية التي تم تصنيفها ضمن حظيرة التراث الوطني.
وعلق نشطاء على الحادثة من خلال العديد من المنشورات والفيديوهات من عين المكان بأنها تنسف الوعود التي أطلقتها وزارة الثقافة
في حماية هذا الفضاء التاريخي، لا سيما المزاعم التي كررها المسؤولون بخصوص إعداد برامج وعمليات لترميمها وإعادة الاعتبار لآثار الأمير عبد القادر الجزائري وفق دراسات تقنية متخصّصة، وندد مثقفون بوضعية هده الآثار التي تعود لدولة الأمير عبد القادر بالزمالة وبعاصمة الولاية معسكر، والتي توجد في غالب الأحيان مغلقة وموصدة الأبواب.
أم عسكر هي الولاية التي احتضنت الأمير أو الراشدية نسبة للفاتح راشد بن رشد القرشي، تستوقف الباحثين باستغرابهم لمحدودية الاهتمام الذي لا يرقى إلى حجم مؤسس الدولة الجزائرية والذي يحضى بتقدير عالمي في مختلف القارات الخمس، وطالب مثقفون عرب وغربيون بإنصاف هذه الشخصية العالمية من خلال رد الاعتبار لآثاره العديدة، فالمعالم التاريخية لدولة الأمير عبد القادر تتعدد من الزمالة، إلى مقر القيادة ودار المحكمة التي تقع في وسط مدينة معسكر، وبالضبط في ساحة الشهداء ، بمحاذاة دار القيادة، بحيث أنه لا يفصل بينهما إلاّ الطريق، وكذلك والجوامع الأربعة المشيدة من طرف الباي عثمان بن محمد الكبير، كما استنكروا تباطؤ القطاع الوصي في ترميم مسجد المبايعة الذي بني على أنقاض المدرسة المحمدية، وترميم أسوار زمالة الأمير عبد القادر المبنية في شكل حواجز دفاعية من طين وتبن وتراب، كما طالبوا بتوفير خلية أمن ثابة داخل موقع الزمالة منعا لأي تخريب، و في عريضة استنكارية للعديد من المواطنين تم تجديد الطلب برفع الإهمال عن رمزية الزمالة التي أصبحت عرضة للتخريب المتكرر على المستوى المادي والمعنوي