ما خلفته المديرة السابقة للتربية بولاية غليزان من ملفات عالقة لا زال يلقي بظلاله على أروقة المديرية التي لا زالت تتخبط في تبعات التسيير السابق، ورغم الإدانة بحبسها 18 شهرا بتهمة التزوير واستعمال المزور، وتعيين الأمين العام لمديرية التربية بولاية الوادي كمدير جديد لمديرية التربية لولاية غليزان، إلا أن نقابات التربية بذات الولاية عبرت عن شديد تذمرها من ذهنية التسيير المتبعة من طرف المدير الحالي من خلال الحد من حرية الممارسة النقابية عبر اللجوء إلى طرق غير قانونية تتمثل في التعسف في معاقبة المندوبين ضمن المؤسسات التي يديرها القطاع، وعرقلة عمل اللجان من خلال القفز
على المعايير الجاري العمل بها في احتساب الفائض وسير الحركة التنقلية.
سبع نقابات من خلال ممثليها جددت للوزير مطلب التدخل المنصف للفصل في طريقة تعامل المديرية مع مساعيها في تطبيق القانون، لا سيما وان المديرية تتجاهل عقد لقاءات مع الشريك الاجتماعي ولا حتى الرد على مراسلاتها، ضاربة عرض الحائط قوانين الجمهورية حسب ما تضمنه بيان للتكتل النقابي، في ظل عدم فاعلية لجان التحقيق تجاه حل النزاعات، وعدم الاستجابة للمطالب المتعلقة بتسوية ملف أساتذة المدارس العليا و الدخول الولائي، محملة الوصاية تبعات التأزم الحاصل بولاية غليزان، ومحذرين من دخول اجتماعي ساخن، وداعية في ذات السياق كل المنخرطين إلى التجند والاستعداد لآي موقف تتخذه النقابات مستقبلا.
تجدد الصراع بين المديرية والنقابات رغم تغيير المدير يطرح جملة من المعضلات التي لم تجد لها حلا ضمن هذا التوتر المستمر، فالمشرفون و المساعدون التربويون بعد احتجاجهم أمام مديرية التربية، إلا أنهم لم يتلقوا أية ردود حول مطالبهم المهنية، كما بقي النقص مسجلا على مستوى المنشآت المدرسية من حيث الاكتظاظ و الضغط وتأخر مشاريع التهيئة الذي سيكون حجر عثرة أمام الدخول المدرسي الجديد بغليزان مثلما هو الشأن بمدرسة الحي السكني الجديد ببلدية سيدي امحمد بن علي و التي لم تتجاوز بها الأشغال الـ 30 بالمائة وكذلك بمتوسطتي واد السلام و سيدي خطاب حيث وصل عدد التلاميذ بالمؤسستين الى 700 و 1200 ، بالإضافة إلى التأخر في تأهيل مؤسسات التعليم الابتدائي مثل مدرسة زموشي بنات بحي الطوب و تأخر استلام أشغال ترميم مدرستين (أولاد على ) بواريزان و حي الشهداء بوادي ارهيو هذا بالرغم من رصد مشاريع بأزيد من 850 مليون دج في إطار صندوق التضامن و الضمان للجماعات المحلية لترميم و تأهيل 237 مدرسة لم يتم استلام منها سوى أشغال 67 ابتدائية و تخصيص 100 مليون دج لتأهيل و تجهيز 48 مطعما مدرسيا استلم منها لحد الآن 16 مطعما، إلى جانب مشكل أقسام التحضيري التي ألغيت عبر ما يزيد عن 200 مدرسية و تسخيرها للمطاعم المدرسية، ويترقب الأولياء افتتاح ثانويتين و متوسطتين و 5 مجمعات مدرسية مع الدخول المرتقب.
وضعية المنشآت التربوية والصراع القائم بين النقابات وإدارة القطاع كلها ظروف توحي بدخول مدرسي مليئ بالمشاكل، وبالخصوص ضمن البلديات الفقيرة التي تنتظر تدخل الوزير بيد من حديد لإزالة التوتر الحاصل بين النقابات والإدارة، و الحسم تجاه التقاعس الذي ترتب على هذا الصراع المتجدد مع كل موسم دراسي.