بلدية مادنة، إحدى بلديات تيارت التي صنفها المجلس الوطني الإقتصادي والإجتماعي كأفقر بلدية في الوطن، بلدية لا يوجد بها حلاق ولا حمام ولا مقهى ولا دار شباب، و بها قاعة علاج يتيمة تظل موصدة في وجه مرضاها ،وسيارة إسعاف وحيدة تابعة للبلدية وصل الأمر بمير بلدية سابق إلى استعمالها الشخصي خارج الولاية متوجها إلى وهران، دون مراعاة خطورة الوضع بترك المرضى والحالات الاستعجالية من دون وسيلة تقلهم، و تعرض هو نفسه لحادث مرور في تلك الرحلة مما عجل بتوقيفه، في ظل ارتفاع أعداد المصابين بالسل، ومعاناة أبنائها من القمل، السل والقمل البائدين في أقصى بقاع إفريقيا
يفتكان بأبناء بلدية مادنة التي تقع في ولاية تيارت، غير بعيد عن الهيئات المركزية في الجزائر الجديدة.
ففي هذه البقعة المنسية لا مداخيل ل 4600 ساكن سوى ما يكدح الفلاحون في تحصيله من القمح، ولا وسائل نقل توفر لهم سبل الحصول على مقتنياتهم من البلديات المجاورة، ويؤكل الفراغ شبابها بعد تحويل مركزها الثقافي إلى اسطبل تابع لحضيرة البلدية، وفي خضم هذه المعضلات المجتمعة تتجلى المأساة التربوية شاهدة على الحرمان التعليمي في أقسى تمظهراته بوجود إبتدائية واحدة، إذ يضطر التلاميذ إلى التنقل مشيا إلى بلدية سيدي عبد الرحمان او قطع مسافة 25 كلم تلقاء مقر دائرة عين كرمس لارتياد المتوسطات في غياب أية وسيلة للنقل المدرسي و اضطرار 300 تلميذ إلى تحمل مشقة السير، ونفس الأمر بخصوص تلاميذ الطور الثانوي، مما جعل من مشروع بناء متوسطة هو الشغل الشاغل لساكنة مادنة ومجلسها البلدي، بعد ان أرهقهم التنقل وسوء التغذية وانتشار القمل جراء الظروف المعيشيىة القاهرة وانعدام التغطية الصحية والعوز الذي يحول دون تأمين الدواء للكثير من المصابين بالسل والذين امتلأت بهم مصلحة الامراض الصدرية في مستشفى الدمرجي يتيارت.
على الرغم من رفع التجميد عن إنجاز المنشآت التربوية، وعلم الوالي بإشكالية الغياب الشبه كلي للممؤسسات التعليمية، لازال أطفال مادنة ينتظرون أن يتحقق حلمهم بمتوسطة تخفف عنهم وطأة السير محملين بالفقر والمرض وجوع الطريق إلى مقاعد الدراسة.