تعتبر ورماس إحدى بلديات دائرة قمار بولاية الوادي ، وهي مدينة شهدت مجموعة من التحولات الريفية من الغوط إلى الاستصلاح وعرفت وتيرة منقطعة النظير في النشاط الفلاحي المتنامي وتحتل اليوم المرتبة الثانية وطنيا في انتاج البطاطا، ورغم معيقات التنمية الفلاحية، فإن فلاحي بلدية ورماس ورغم التحديات المفروضة، إلا انهم معروفون باتحادهم وسخائهم ، وكانوا سباقين في الوقوف مع إخوانهم في ولاية البليدة أثناء اشتداد وباء كورونا أين قدموا قافلة تضم أكثر من 600 قنطار بطاطا،كما كان لهم السبق في هبة شعبية متميزة أين سخروا جرافاتهم وشاحناتهم لتسوية الطريق نحو قرية الهدهودي
الفلاحية، والمعروف بكثرة الحوادث المرورية، وميزة التضامن موجودة في ورماس في مختلف الأصعدة حتى أن مساهمات الأفراد تمس مشاريع الدولة بالجهد والإعانة والمرافقة كما حدث مع متابعة ميدانية لنواة المجمع المدرسي حي 60 سكن، وفي مشروع الربط بالغاز الطبيعي للهدهودي ولقويرات الذي أدى إلى وصول الشبكة الرئيسية من واد الترك إلى القرب من منطقة عرف لغراب واكتمال قرابة 65٪ من الشبكة على مستوى لقويرات، بسبب الحس المدني لسكان البلدية.
رغم الإطار الطبيعي الصعب من حيث كثرة الرمال والهضاب الصخرية وقسوة المناخ من جفاف ورياح وطول فترات الحر إلا أن إرادة الورماسيين قهرت التحديات وأبانت على مجتمع متضامن، و لا زال الفلاح ينشأ الحدث في إيجاد الحلول لمعضلاته الفلاحية، حيث استفاد الفلاحون من تفعيل نظام ضبط المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك "سيربالاك" كآلية لمعالجة مشكل الفائض في محاصيل البطاطا وإدارة خطوات التخزين والتبريد والتسويق بدء من المحيط الفلاحي بجنوب بلدية ورماس الذي يتربع على مساحة 1.430 هكتار موزعة على 300 مستفيد، ضمن مساحات فلاحية إجمالية قوامها 5.750 هكتار وتحصي تسع محيطات فلاحية موزعة على 1.630 فلاح.
صناعة السكر هي الاخرى حدت بالفلاحين أن يفكروا في زراعة قصب السكر لتزويد السوق بالمادة الأولية حيث يستهلك المواطن الجزائري أكثر من 24 كغ من السكر الأبيض، و اجتهد الفلاحون من تلقاء أنفسهم رغم شح الدراسات إلى استجلاب فسائل قصب السكر من مصر، وقدمت التجارب الأولية نتائج مرضية وصلت للحجم التجاري، في انتظار تسهيل عملية استيراد الفسائل بكميات معتبرة، وتمثل هذه التجربة الفلاحية الرائدة لبلدية ورماس نموذجا يحتذى رغم عديد التحديات.