جدد سكان القرى ببلدية تيرسين استفسارهم للسلطات الولائية حول عدم انطلاق مشاريع التهيئة بخصوص المسالك الفلاحية التي طالبوا بها منذ سبع سنوات دون أن يتم أخذ هذا المطلب الضروري بعين الاعتبار، وفي شكواهم المتعلقة بربط المحيطات الفلاحية التي يزاول فيها مواطنوها النشاط الزراعي كتربية الأغنام كمصدر رزق وثروة لمنطقتهم، جدد الفلاحون مطلبهم بالتحقيق في الأسباب التي تحول دون تجسيد المسالك الفلاحية التي زادت من معاناتهم في ظل عديد المشاكل التي يرزح تحتها واقع الفلاحة في هذه البلدية التي تكتسي الطابع الفلاحـي الرعوي وهو الطابع الغالب على معظم نشاطات سكانها
على الرغم من ان بلديتهم لا تبعد عن مقر الولاية إلا بحوالي 42 كلم وعن مقر الدائرة بــ14 كلم.
وتوجد بلدية تيرسين بولاية سعيدة ضمن حيز جغرافي يمتاز بمؤهلات فلاحية معتبرة، و تحدها شمالا بلدية سيدي أحمد وشرقا بلدية هونة وغربا بلدية عين سلطان وهي بلدية تعدادها السكاني حوالي 32000 نسمة ويمارس السكان الفلاحة كمصدر أساسي ضمن العديد من القرى التابعة لها اقليميا وهي كل من قرية تاورويت وقرية تاقدورة قرية أمعراض وقرية الوسيط.
وفي إطار البحث عن المتسبب في إهمال ملف المسالك الفلاحية، صرح الفلاحون بأنهم وقعوا ضحية بين وعود المجلس البلدي والمصالح الفلاحية، على الرغم من الطلبات المتكررة طيلة السنوات الماضية، مما تسبب في محدودية الإنتاج إضافة إلى انعدام المنشآت الخاصة بالتخزين، والتي يمكن انجازها على مستوى المستثمرات، كما اشتكى الفلاحون من صعوبة استغلال المياه المعالجة في سقي الأشجار المثمرة بسبب عدم تهيئة المسالك وغياب الكهرباء.
معاناة الفلاحين في دوار ولاد قادة في تيرسين تزداد تفاقما في فصل الشتاء في ظل انعدام الكهرباء الريفية على الرغم من الربط بغاز المدينة بـ 40 سكنا بتيرسين وادخال الشبكة الكهربائية إلا أن المنطقة لم تعرف تعميما للكهربائية والفلاحية في أغلب القرى التي ينتظر سكانها أن تفي السلطات بوعدها بخصوص مشروع دراسة انجاز جسر بمعراض ومسالك اضافية لبعض الدواوير التي تعاني العزلة، و على الرغم من إستفادة البلدية من 100 حصة قطعة للبناء الريفي و 20 حصة جماعية للبناء الريفي بتاقدورة إلا أن مشكلة المسالك الفلاحية تبقى هاجسا لمعظم السكان.
يذكر في سياق متصل عدم إدراج شباب بلدية تيرسين ضمن اتفاق عمل مشترك تم إمضاءه بين قطاع الفلاحة وقطاع المؤسسات الصغيرة لدعم المشاريع الإستثمارية في ميدان المنتجات الفلاحية، هؤلاء الشباب الذين طالبوا السلطات بالتركيز على الاستثمار المحلي كآلية لتمويل الجماعات المحلية، وجددا نداءاتهم للقطاع الوصي بوجوب تطهير العقار الفلاحي في تيمرسين وتطبيق القانون الصارم في هذا الصدد لا سيما في ملف الاستصلاح الذي ينص على انه في حالة غياب عملية استصلاح الأراضي لمدة خمسة سنوات (05) (ما عدا في حالات القوة القاهرة)، يقوم الوالي و بطلب من رئيس البلدية بإبلاغ القاضي لغرض تطبيق شروط الفسخ، وهو ما لم يتم في العديد من الأراضي المستنزفة، كما طالب شباب المنطقة من ممتهني الفلاحة من المعالجة الموضوعية دون تعسف لملف الاستصلاح وتطبيق القانون الذي ينص على أنه إذا أمر القاضي بحسم العملية وبالتالي إلغاء المنح، يحتفظ الطرف المعني بملكية المعدات والمواد التي جلبها، وقد يتعلق الأمر في هذه الحالة، برفع شروط الفسخ فقط على الجزء المخصص للاستصلاح ويتم استرجاع باقي الأراضي وإعادة توزيعها وفقًا للإجراءات المعمول بها، أي في إطار المنشور الوزاري المشترك رقم 750 المؤرخ 18 جويلية 2018 بشأن تطهير العقار الفلاحي.
و على الرغم من عديد المشاكل التي تعرفها بلدية تيرسين على مستوى القطاع الفلاحي إلا ان المطلب الملح والاستعجالي هو تهيئة المسالك الفلاحية في أقرب الآجال وفتح تحقيق في سبب التماطل الذي عرفه الملف طيلة السنوات التي خلت.