تواصل الفرق التقنية أعمالها بولاية ميلة لإدارة أزمة الهزات الأرضية التي ضربت ولاية باتنة، حيث تم تجنيد 60 مهندس نزلوا إلى الميدان لتقييم الأوضاع على المستوى التقني. وكانت الهزة الأرضية الأولى عند الساعة 7:15 صبيحة جمعة بقوة 4.9 على سلم ريختر، لتليها في حدود منتصف النهار هزة ثانية بقوة 4.5، وكان مركزهما بمدينة حمالة في محافظة ميلة على بعد 400 كلم شمال شرق العاصمة، ولم تخلف هاتين الهزتين أية خسائر بشرية إلا أن التداعيات على مستوى المباني شملت انهيار كلي لثلاث منازل يقع اثنان منها في المدينة القديمة وآخر ضمن حي الخربة يتكون من أربع طوابق،
بالاضافة إلى تشققات متفاوتة الخطور في العديد من المنازل بلغت 31 منزلا موزعة بين كل من حي المدينة القديمة و والخربة وقصر الماء، كما تم تسجيل العديد من التشققات في البلديات المجاورة لبلدية ميلة مثل العثمانية و شلغوم العيد وكذلك التلاغمة و بوحاتم، وسجل بيان للحماية المدنية جردا تفصيليا في كل الأحياء المتضررة ببلدية ميلة إلى دوائر كل من القرارم قوقة و سيدي مروان ووادي النجاء، كما تضمن البيان كل الطرق التي شهدت تساقطا للحجارة على غرار الطريق الوطني رقم 27 بلدية حمالة مركز الهزات.
يذكر أن 184 عائلة منكوبة جراء الزلزال من المقرر إعادة إسكانها في بمنطقة فرضوة ببلدية سيدي مروان، هي في الأصل سكنات ضمن برنامج إنجاز 600 وحدة عمومية إيجارية، حيث سيمنح صندوق السكنات 118 إعانة مالية قد تم تخصيصها لفائدة مالكي السكنات التي صنفت من طرف الخبراء ضمن الخانة البرتقالية، بالإضافة إلى 400 اعانة مالية خاصة بالسكن الريفي ستمنح لفائدة عائلات متضررة بفعل الزلزال، ويذكر في ذات السياق ما تم رصده من مخلفات لهزة على صعيد المنشآت الأثرية، حيث لم يتضرر مسجد أبو مهاجر دينار أقدم مسجد في الجزائر، والمشيّد في بداية القرن 16 “السنة 59 للهجرة”، إلا أن بعض الأضرار مسّت الجدار البيزنطي بمتحف الحديقة الأثرية وبعض التماثيل الرخامية.
وقوع ميلة في منطقة ذات نشاط زلزالي فسره مختصون بأن الزلزال جاء بعد فترة سبات فيزيائي، وهو نوع من الزلازل الجوفية التي تكثر في المناطق ذات الينابيع والثروات المائية الباطنية، حتى ان هناك من ذهب إلى أن بعض الهزات تاتي كمحصلة لنشاط السدود الكبرى كما هو الشأن حول سد بني هارون الذي لم يتضرر من الهزة ويعتبر أحد اكبر السدود الإفريقية.
سكان بلدية ميلة يترقبون جدية السلطات المحلية في ترميم الطرقات المتضررة، ووجه العديد من الفلاحين مطالبهم بشكل استعجالي من أجل التكفل بوضعياتهم جراء الشقوق العميقة التي تخللت أراضيهم، كما عبر الناس عن خشيتهم من تقارير الخبرة حول مبانيهم، ومدى مطابقة التعويضات للخسائر التي تكبدوها جراء الزلزال، مما يجعل إدارة الازمة في صلب هواجس وتطلعات مواطني ميلة الذين ينتظرون تخطيهم لمخلفات الزلزال قبل الدخول الإجتماعي المرتقب.