يجمع أغلب سكان بلدية هراوة شرق العاصمة على وصف أداء المجلس الحالي بالكارثي بسبب عدم تنفيذ المشاريع التنموية التي تعهد بها المجلس البلدي وبالخصوص المخطط البلدي للطرقات الداخلية بين الأحياء و معالجة المشاكل العقارية بالأحواش ، والنقص الفادح في نقاط توقف الحافلات، و غياب محطة التنقل بين البلديات، في واقع لا يرتقي إلى مصاف بلدية ساحلية يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة، في ظل توجه الحكومة إلى تحسين ظروف مناطق الظل، إلا أن بلدية هراوة لا زالت رهينة سوء التسيير المحلي.
شهدت بلدية هراوة العديد من القضايا العقارية التي هزت أروقة المحاكم مثل ملف 16 قطعة أرضية الذي تورط فيه والي منتدب سابق ومير سابق، كما أن قضايا الفساد جرت العديد من المسؤولين نحو التحقيقات على غرار ما حدث للمير الحالي في بداية 2018 وهو نفس المير الذي ترأس المجلس البلدي لهراوة في 2007، أين وضع مؤخرا تحت الرقابة القضائية بخصوص تهم تتعلق بإبرام صفقات مخالفة للتشريع، واختلاس أموال عمومية و استغلال الوظيفة، ورغم التوسع العمراني للعاصمة على الصعيد الشرقي من خلال الفضاءات العقارية لبلدية هراوة إلا أن الالتهام العقاري المشبوه للمساحات الخضراء في عين الكحلة وبرايدية ومعامرية، والتلاعب الذي اشتكى منه سكان معمرية وهراوة وسط وعين الكحلة وطرفاية يعكس مدى الفوضى الحاصلة في الضبط العقاري لا سيما على مستوى البرايدية وعين الكحلة، إضافة إلى البناء الفوضوي داخل الأراضي الفلاحية التي لم تصنف بعد ضمن النطاق العمراني، فيما تتواصل الشكاوى حول تراخيص التجزئة و التقسيم والبناء، وهو ما عزز من عدم استكمال مشاريع التغطية بالغاز، وفاقم من مشكل البنية التحتية التي خلفها الربط العشوائي بشبكة المياه وانسداد المجاري مثل ما هو مسجل بحي عين الحكلة وكذلك المشكل المتجدد بخصوص طرقات حي بياضة.
ملف السكن الإجتماعي هو الآخر يضع المجلس الشعبي البلدي الحالي في عين الإعصار بسبب تجدد الإحتجاجات وغلق باب البلدية للفت نظر والي العاصمة بالتحقيق في القائمة وإعادة دراسة الملفات التي مرت في نظرهم وفق معايير تفتقر للمصداقية، إضافة إلى ملف الإنارة العمومية الذي أثار الكثير من التساءلات حول إدارة المشروع، واستئثار مؤسسة إنجاز بالتنفيذ دون تحقيق الإنارة في أغلب الأحياء.
الكثير من مواطني بلدية هراوة لا زالوا ينتظرون حلول جذرية أمام قصور المجلس الحالي عن تحقيق التنمية، لا سيما وان الوضع ينذر بخطر التحكم في موسم الاصطياف بعد فتح شواطئ القادوس و ليكانديان، ودخول إجتماعي تلوح أمارات اشتعاله في الأفق.