الصوحان في اللغة هو الشيء اليابس، وفي سير الأعلام نجد زيد بن صوحان الذي أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عالما عابدا قطعت يده يوم جالولاء وقتل في موقعة الجمل، أما صعصعة بن صوحان العبدي فقد كان راويا للحديث مصاحبا للإمام علي في معاركه، وهكذا نجد ارتباط الإسم بالجفاف والقطع والابتلاء، وهو نفس الشأن في بلدية صوحان التابعة لدار الأربعاء بولاية البليدة، وهي منطقة مشهورة بالفقر المدقع وبامتدادها كقرية معلقة فوق الجبل بعد أن قطع أوصالها الارهاب في سنين خلت، واليوم تقبع باحتشام بين المسالك الجبلية في حركة ضئيلة لمواطنين اشتهروا بإنتاج زيت زيتون يعرف بالساكامودي،
و تضم جبال صوحان شجر البلوط والرمان واللوز، و يقبع ألف مواطن على تخومها الجبلية غير بعيد عن عاصمة البلاد، في فضاء هو الأفقر بين بلديات الوطن.
يشتكي مواطنو منطقة صوحان من انعدام مركز للتكوين المهني، على الرغم من مناشداتهم المتكررة للوزارة الوصية باستحداث مركز يتماشى مع طبيعة المنطقة الفلاحية، لتأهيل شبابها في التخصصات الفلاحية التي تعينهم على تطوير منتجاتهم والاستفادة من دعم الدولة التي تشترط في أغلب صيغها وجوب الحصول على شهادة في التخصص، واحتج المواطنون على تباطئ السلطات المحلية في تحقيق هذا الانشغال رغم تكرر النداءات والمراسلات، ويطمح شباب المنطقة إلى تعزيز ملكاتهم ضمن مركز للتكوين المهني، من خلال الحصول على شهادة تتيح لهم العمل و ضمان ترقية مواردهم الفلاحية والعمل بشكل عصري داخل المجمعات الفلاحية، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة كالأشجار المثمرة للزيتون والحمضيات والخضر ومناحل العسل، ورغبة الكثيرين منهم في تجسيد مشاريع مصغرة في الصناعات الفلاحية والتحويلية، لملائمة المنطقة وتضاريسها ومناخها لهذا النمط من النشاط الإقتصادي، مراهنين في ذات السياق على مركز للتكوين المهني على غرار بلديات أخرى وصل فيها عدد مراكز التكوين المهني إلى 09 مراكز في البلدية الواحدة، وهذا المركز المنشود سيكون في نظر ساكنة صوحان بمثابة مدخل حقيقي يلجؤون إليه لتجاوز صعوبات المنطقة وكسب رهان التنمية المحلية، وتقليص حجم البطالة التي تمسهم بمعية ظروف مزرية أخرى على غرار العزلة المفروضة بسبب غياب النقل.
وتعتبر صوحان على رأس 958 بلدية فقيرة تسعى السلطات إلى تنميتها في إطار مناطق الظل، وتزويدها بمشاريع البنية التحتية حيث أن60 بالمائة من الجزائريين غير موصولين بقنوات المياه والصرف الصحي، ويبقى رهان التنمية موصولا بإمكانيات التكوين والتعليم المهنيين ومدى توفرهما في مناطق الظل.